لاعب الشباب سيبا لحظة ابتعاده عن احتياطيي النصر.
لاعب الشباب سيبا لحظة ابتعاده عن احتياطيي النصر.
-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
جاءت حادثة الـMonkey المصاحبة لمباراة النصر والشباب، موغلة في الحيرة، وممعنة في الجدل، فقد تم توثيق كل أصدائها، وكل المشاهد التي أحاطت بها، لكن أُذنًا واحدة، لم تسمع لفظًا عنصريًا، ولم تقدم أيا من الفيديوهات التي انكبت على منصات الإعلام الاجتماعي أية إجابة تفيد، عما إذا كانت الحادثة بلاغا كاذبا أم اتهاما صحيحا، وهو ما يزيد من قدر التساؤلات أمام ادعاءات من هذا النوع في غاية الخطورة والحساسية.

هي آخر قضايا الشارع التي يفوز ببطولتها كل من رئيس نادي الشباب خالد البلطان، والمشرف الحالي على كرة القدم في نادي النصر الكابتن حسين عبدالغني، فلكل منهما رصيد من المناكفات فوق العشب، أو كراسي المنصة، يفوق رصيد منجزاتهما وأمجادهما الكروية التي لا ينكرها جدار التاريخ.


لكن هذه الحادثة مختلفة في سياقها، فهي أكبر من أن تكون مجرد مادة إعلامية تلوكها برامج «التوك شو» حتى ينتصف الليل، وأخطر من أن تكون وسماً يتسلى به المغرد الرياضي إذا لم تشبعه الكرة في ميدان، فهي قضية اتهام صريح بالعنصرية، إما أن ينتهي إلى معاقبة المتهم، أو ثبوت براءته ومعاقبة أطراف الادعاء.

الألسنة الرسمية المسؤولة مثل حساب رابطة الدوري السعودي للمحترفين، كتبت بكل يقين أن مراقب مباراة النصر والشباب قد رصد ما حدث من تجاوزات ارتكبها عدد من مسؤولي الفريقين، وأنها في طريقها إلى لجنة الانضباط في اتحاد القدم. غير أن مفاجأة الحادثة التي لم تزدها إلا اشتعالاً، قيام نادي الشباب بنشر مقطع مرئي قصير عبر تويتر، يظهر فيه محترف الليث سيبا، موجها إصبع الاتهام بشكل مباشر نحو الكابتن حسين عبدالغني، مدعيا تلفظه عليه بلفظ عنصري ووصفه بشكل لا يليق، مهددا باللجوء إلى الاتحاد الدولي «فيفا»، قبل أن يحذف حساب نادي الشباب التغريدة خلال 20 دقيقة من نشرها، وهو التصرف الذي أربك الادعاءات ولاقى استغرابا جماهيريا واسعا.

تظل العنصرية مرفوضة في قيمنا ومبادئنا، قبل قيم ومبادئ أهل الرياضة وأهل الكرة، وقبل وجود لوائح الفيفا رأس اللعبة، ومن أجل ذلك سيجتمع حول طاولة الانضباط أعضاء اللجنة القضائية المستقلة، ويطلبون الإفادات من كلا الناديين، وكافة الأطراف ذات العلاقة، غير أن حادثة مثل هذه لا تحلها إلا الاعترافات، أو الوثائق المرئية أو المسموعة الدامغة، التي لم تظهر حتى اللحظة، من يكون فيها «المُفتري» ومن يصبح «المُفترى عليه»؟